لا شك أن الإنسان في زماننا المعاصر رغم التطور والتقدم الذي يعيشه إلا أنه يعيش أزمات وهموم ومتاعب في الفكر والهوية والعقيدة لما أفرزته هذه الحداثة من تداخلات وتغييرات واجهته وتقاطعت مع فكره وبيئته وتقاليده ونالت من استقراره وأثرت فيه وعليه.
ولو نظرنا إلى واقع أغلب الأسر المسلمة في أوطاننا لوجدنا نسب عالية من تلك الأسر تعاني مشاكل نفسية وصراعات وخلافات أسرية واجتماعية تعصف بها وتهدد بناؤها.
فالمحاكم الشرعية تعج بحالات الطلاق والخلع، والمستشفيات تعج بمرضى الحالات النفسية، والمصحات تعج بالأحداث وسلوكياتهم الغير سوية سواء كانوا ذكوراً أم إناثا، ومعدل الجريمة في تصاعد، والتفكك الأسري أصبح سمة لغالبية الأسر.
وبما أن المرأة هي مركز الثقل في هذه الأسر، وتمثل الدور الأساس في بناء نسيجها الاجتماعي ونضوجها الفكري والثقافي، وعامل الاستقرار الضروري للأسرة المسلمة، لما لها من باع طولى في تربية النشء وتصحيح سلوكياته وإعداده الإعداد السليم.
وبما أن المرأة ذلك الجنس الرقيق لم تسلم من عواصف تلك التغييرات في عصرنا وتأثرت بها وأثرت عليها ونالت منها وحرفتها قسراً عن دورها الأساس في بناء الأسرة.
فالمرأة طبعاً التي أتكلم عنها ليست (راية وسكينة) ولا (كندوليزا رايس) ولا (مارجريت تاتشر) بل المرأة المسلمة التي قيل فيها: إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، والتي نزل فيها الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تحثنا وتنصحنا على برها والاهتمام بها.
وهنا يأتي دور الرجل أيا كانت صفته كعامل أساس في صنع هذا الاستقرار وتدعيم قواعده وأسسه، وهو ليس ببعيد عن أزمات هذا العصر بل تأثر بها وبشكل مركز، إلا أنه مسئول مسؤولية مضاعفة عن المرأة فهو من يجعل من المرأة امرأة قاسيه متسلطة، يتذمر منها مستقبلاً.
وهو الذي يستطيع أن يصنع منها زوجة ودود.
وهنا أقدم دعوة للجميع بأن يحاول كل إنسان تفهم ما يحدث بواقعية وإيمان للوصول إلى حياة مستقرة تؤدي بنا إلى التقليل من آثار أزماتنا ومشاكلنا التي تسبب تفرقنا وتلهينا وتغرقنا بهمومنا.
وهنا بعض الخطوات التي قد تقلل من ضغوطات العصر علينا:
* أن تتقي الله في كل شيء وتراعي حدوده وتحترمها في زوجتك وزوجك، (أن تعبد الله كأنك تراه.. فإن لم تكن تراه فإنه يراك). فكم يراقب الإنسان الآخرين ويشغل نفسه بذلك.. وينسى مراقبة رب العالمين، فأنتبه لنفسك ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك.
* أن تؤمن بأن رزقك مكتوب ومقسوم وما عليك إلا أن تحسن المعاملة مع الله وعباده (فرزقكم في السماء وما توعدون).
* أن تكون حليماً قدر الإمكان ولا يكن غضبك وصراخك أمر معتاد يحصل كل يوم فحاول أن تترفع عن صغائر الأمور، فجرس الإنذار لو سمعناه كل يوم لن يهابه احد لأنه يصبح أمر معتاد.
* أن يكون حديثك مع زوجتك حديث بناء يتكلم عن المستقبل وهادئ يحمل الطابع الإيجابي وتجنب الثرثرة الزائدة وخلق المشاكل ونقل ما يدور بالعمل وحديث الأصدقاء إلى البيت، وبالتالي تصدير مشاكل وضغوطات الحياة والعمل للبيت.
* هناك اعتقاد خاطئ انه كلما جلست في البيت مع زوجتك أكثر كلما أحبتك، فخير الأمور أوسطها، بمعنى لا تصير نشبه، وتبلط بجانبها كظلها، خلها تشتاق لك والمرأة غالباً تحتاج للغياب القصير للرجل لترتيب الأجواء.
* لا تنجرف في تيارات الحوارات الساخنة ويعلو صوتك ويعلو صوتها وتقع الملاسنة بعبارات غير لائقة فتتسع الهوة وتحمل النفوس والشيطان لك بالمرصاد، بل تجنب الشتائم وكن في منتهى الهدوء، ويا جبل ما يهزك ريح.
* اترك وقت كافي لتهدأ النفوس في حالة حدوث أي مشكله، ثم أبدأ بنفسك وقم بالنقاش العقلاني حول النقاط الخطأ التي سببت الخلاف.
* احذرا أسلوب المقارنة وضعا في اعتباركما بأن لكما عالمكما الخاص ولا تهتما بما عند الناس، ولا تقلدا حالات الغير عليكما فكل له حالته الخاصة حتى لا يتسلل الندم إلى النفوس، كفلانة عملت لزوجها أو أبو فلان سافر بزوجته، فنحن يا زوجتي نعيش حياتنا بمثل ما نرغب وحسب ظروف حياتنا.
* أحيانا الصمت أفضل من العنف وأقوى في تخفيف التوتر فاحذر بأن تمتد يدك للضرب أو أن تقسو بالكلام الجارح.
* أن تهتم باحتياجاتها الشخصية وأن تشعرها بأنك تحب كل عمل من أناملها.
__________________
.
.
موضوع: :!: دعوه لأستيعاب مشاكلنا وارتباطها بالعصر :!: 
الإثنين مارس 10, 2008 10:34 am